معتوق وقنيدة

عندما زار الرئيس عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهوية لقرية قنيدة او كما يحلو لاهلنا بالقرية بتسميها ام القري او مدينة قنيدة سالني احد الاخوة وهو من المناطق القريبه من القرية لماذا قرية قنيدة بالتحديد الزيارة وكان ردي به المعلومات التاريخية للقرية ولمعتوق بالاخص وهي كالتالي


قنيدة نموذج للتعايش السلمي والاجتماعي وهي من قبيلة العركيين .. تقع في منطقة معتوق في الجزء الغربي من ولاية الجزيرة وتتبع اداريا لمحلية 24 القرشي وإحدي وحداتها الإدارية فهي وحدة إدارية لأكثر من خمسين قرية، تقع غرب 24 القرشي وتبعد عنها بمسافة 20كيلومترا بالتقريب، ومن الغرب لا تبعد كثيرا من ولاية النيل الأبيض؛ وقريتا ومعتوق والمجيقة اللتان تتبعان لوحدة معتوق متاخمتان لولاية النيل الأبيض.. تعد منطقة معتوق من اقدم المناطق في ولاية الجزيرة، وترجح معظم الروايات أن المنطقة في السابق كانت (عد ) وآبار للسقيا وكانت خلوية تكثر فيها الغابات والآبار وملتقى للرعاة والأبالة الذين ياتون اليها للسقيا وجلب الماء. وأول من قطن هذه المنطقة هم العركيون ( تحت ادارة الشيخ الاحيمر وهو حفيد الشيخ النويري بمنطقة قريبة من الحصاحيصا ثم توالت عليها كل قبائل السودان، وترجح الروايات أن النتيفة وهو صديق للشيخ الاحيمر جد العركيين في منطقة معتوق وأن الأتراك اغتالوه عندما شنوا حملتهم الانتقامية من مصر ثأرا لمقتل اسماعيل محمد علي باشا وذلك بسبب وشاية نقلت إليهم أن النتيفة يخبئ الجعليين في غابة تقع غرب معتوق فقتلوا النتيفة وأخذوا معهم ابنه أحمد إلى الخرطوم، وبعد مضي فترة قصيرة تأكدوا أن النتيفة الذي قتل بريء كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب فتأسفوا لمقتله وأطلقوا ابنه أحمد وتوجوه عمدة على منطقة معتوق ولذلك إلى اليوم يطلق على سوق معتوق سوق (أب أحمد)، ما يميز إنسان معتوق الطيبة والأريحية كما أن المكون الاجتماعي لهذه البلدة يحتوي على كل قبائل السودان كما أنها تعتبر نقطة ملتقى لأهل السودان وكل الأجناس والسحنات تعيش في تناغم وانسجام تام وتعتبر سودانا مصغر نسبة لشمولها على كل القبائل، فإذا كانت ولاية الجزيرة ملتقى لأهل السودان فليس بمستبعد وغريب أن تكون معتوق هي ايضا ملتقى لأهل السودان. إذا رجعنا بالوراء إلى تاريخ المنطقة فهي قديمة منذ زمن السلطنة الزرقاء. ويعتبر أبناء الشيخ دفع الله حمد النيل منارة علم ورموزا في هذه المنطقة في الوقت الحالي، فأبناؤه الشيخ الورع الزاهد شيخ يوسف دفع الله الملقب (القناص) ويسكن في قرية المجيقة بمعتوق أطال الله في عمره يقدم يد العون لكل من ياتيه، وأخوه شيخ الجيلي دفع الله وابن اخيه دفع الله حمد النيل الشيخ دفع الله في قريه بابكر أو حرازة بمعتوق فهم الساده العركيون وأهم الرموز في هذه المنطقة، وكذلك ابناء الفكي زروق بحي جبرة فهم كثر ويعتبرون أيضا من مكونات هذه المنطقة وتقول الرواية والعهدة للراوي إن الفكي زروق رجل دين وقرآن وإن هنالك لصوصا سرقوا شاة منه وعندما ذبحوها ووضعوها على النار ساعات وساعات وظل اللحم أحمر ولم تتغير هيئته ولم ينضج بعد فعرفوا أن هناك سرا فما كان منهم إلا أن ذهبوا وأخبروه بشاته.. ويعتبر سوق معتوق من أكبر الأسواق في غرب الجزيرة فهو يسوق لجميع أنواع المحاصيل والحبوب من ذرة وقمح وفول سوداني وكل أنواع الخضروات التي تزرع في المنطقة وكذلك الماشية من بقر وماعز وضأن وإبل كما يوجد فيه سوق للحمير بل حتى الحمير الدنقلاوية الأصيلة توجد فيه، ويأتي إليه الوافدون من معظم محليات الولاية ومعظم قرى ومدن النيل الأبيض تأتي إليه من نعيمة والقطينة وغيرها، فهو سوق كبير ومستهلك لكمية كبيرة جدا من اللحوم وتذبح فيه إبل وبقر وضأن يوجد في معتوق مدارس اساس وثانوي للبنين والبنات ورياض أطفال وكذلك مركز شرطة وفي الجانب الصحي في السابق كانت هناك شفخانة صغيرة تم ترفيعها إلى مركز صحي ويوجد بها مستشفى صغير ولكنه شحيح الإمكانيات ولا يناسب حجم المنطقة لأن معتوق كبيرة وكل القرى التي حولها تإتي اليها طالبة العلاج، فالمستشفى الذي يوجد صغير وينقصه الكثير من أطباء اختصاصيين وعنابر للولادة وغيرها، واصبح معظم سكان القرى حولها يذهبون للعلاج إما في القرشي أو الدويم حيث الأقرب لهذه القرى، وبالرغم من قدم المنطقة وعراقة تاريخها إلا انها لم تنل حظها الكافي ونصيبها من التنمية وكل الولاة الذين تعاقبوا على ولاية لم يعيروها أي اهتمام ولو بنظرة عابرة، ولكن أملنا كبير في التغيير المنشود في فترة إيلا وما شاهدنا ولاحظناه في الجزيرة ومدني من طفرة تنموية تجعلنا نستعيد الأمل والأحلام في إيلا أن يضع بصماته على معتوق وأن تصبح من المدن التي يشار اليها بالبنان وليس ذلك ببعيد لأن المنطقة ترفد المحلية بالموارد وما يميز مجتمع معتوق انه مجتمع ذو طابع قومي فلا مكان للعنصرية والقبلية هنا فهو مجتمع مركب من كل قبائل السودان ويعكس صورة الجزيرة والسودان أجمع من المحبة والوئام والتعايش السلمي مع بعضهم البعض في المسرات والأتراح تجدهم واقفين وقفة رجل واحد بكل طيبة وأريحية وكرم سخي، فالسكان متزاوجون ومتصاهرون مع بعضهم البعض، كما أن الروابط والوشائج الاجتماعية قوية ومتينة جدا. وفي الختام نتمنى من الله العلى القدير أن يديم على أهلنا نعمة السلام والأمان والإخاء وأن يخفف عن كاهلهم المعاناة والضائقة التي يعيشها معظم سكان البلاد وأن يجود عليهم وعلى السودان أجمع بالخير والرزق الوفير.
منقول والله اعلم حسب معلوماتي تم تصحيح البعض