ومساءات رمضانية ----
------------------
هذا النص الرائع كتبه الرائع ----- ودالتوم -- فى اصداره قريتى ---------
-----------------------------------------------------------
مابين الشيخ الوديع والبحرو كرب .. مساحات للشوق والذوق
ترجمها السفر القادم (أصنت وصِنْ)
يوسف التوم بله
بدايةً... إن وشائج التواصل العميق ما بين الشيخ الوديع و«الفقراء» لا تحتاج أن نـُتعِب خيول بوحنا في تبيانها ورسم مساراتها وجذورها الضاربة في العمق والعراقة فهي صلة «رحمٍ وروح»، رحم لأن «ساسها الباني» الشيخ النويري جده لأمه وأبيه وبالتالي كل حفدته غير منفكين من هذه الجذور، وروحاً من المد الصوفي العميق المتصل بأرواح الصالحين وهذه صلة تُعد الأشمل والأعمق.
فبعد أن رأينا ثمرة الجهد الرائع في إخراج «همس الريف» من الإخوة القائمين عليه من أبناء الفقراء نريد أن نبث بشريات سفرٍ آخر تحت مخاض التدقيق والإعداد ستكشف عنه قادمات الأيام والذي يحوي بعض مما يسر الله جمعه من قصائد والدنا الشيخ الوديع «نوّر الله قبره» والتي جادت بها قريحته في أندى ساعات الصفاء الروحي والتي كانت له مَعيناً يرده للارتواء من نبعِ التعبير الصادق ، وأداةً مناسبة لتصوير أدق حقائق الطريق .. تلك الحقائق التي تلوح لقلوب أتقياء هذه الأمة في ارتحالهم الذوقي لمنابع النور الإلهي، سيراً بأقدامِ الصدق والتجردُّ عن الأكوان وطيراً بأجنحة المحبَّة ، لاختراق سماوات الأحوال والمقامات .. حتى تحطَّ عصا الترحال والسفر، عند خيام القرب من الله.
وشيخنا الوديع حاله حال من انصرف عن فتات هذه الدنيا الفانية عبّر بهذه القصائد عن الأحوال غير العادية التي كان يعايشها، والأمواج العالية من الأنوار التي كان يعانيها، ويحكي عن محبته وما يلاقي فيها من وجدٍ وشوقٍ واحتراق. فكانت برغم بساطة لغتها وعباراتها التي تغلب عليها العامية المحلية إلا أنها صادقة ومعبرة ومحركة لأشواق «المُريد» ومدغدغة لوجدانه لأنها نابعة من القلب ومتنورة بأنوار بحار الروح التي تنهل من نور أرواح الصالحين«مشايخ الطريقه» والتي تستقي من نور المشكاة المحمدية. فهي أداة للتعبير بطريقته عن شوقه ولوعته كما قال بعضهم:
عِبَارَاتُنَـا شَتَّى وَحُسْنُكَ وَاحِدٌ
وَكُـلٌّ إلَى ذَاكَ الْجَـمَالِ يُشيرُ
فالمتتبع لترجمان هذه الأشواق من قصائد الشيخ يجد أنها تشكل مدرسة خاصة اتخذها لنفسه من حيث البناء اللفظي والتكويني وأضاف عليها ألحاناً جعلتها أكثر إشراقاً وأعمق وصولاً إلى قلوب سامعيه. وكان له أسلوبه الخاص وعباراته المميزة التي لم يتبع فيها أحد حتى شيخ طريقته الشيخ عبد الله محمد يونس لم يكن تأثره به في المديح بائناً في شكل وألفاظ القصيدة إذ أن الأول كانت قصائده بالفصحى ومنتهجاً المدرسة التقليدية ملتزماً أوزانها وقوافيها متأثراً كذلك بشعراء المديح السابقين أمثال النابلسي..البوصيري..الصرصري.. ولسان الدين بن الخطيب والقاضي عياض وجلال الدين الرومى وغيرهم.. فما أردت الإشارة إليه أن الشيخ الوديع في قصائده «خاصة القومية منها» لم يكن متأثراً ولا مقلداً لأحد إنما غلبت عليه اشواقه وهاجت عليه لوعته فترجمها في هذه المنظومات التي صنفها أخونا الشيخ «حيدر الوديع» في هذا السفر الذي أطلق عليه اسم «أصنـُت وصِنْ» وهي على ثلاثة فصول:
أولها: تلك التي تروي السيرة النبوية بدراما رائعة وتترجم مشاعر دافقة أحياناً يثيرها «البر» و «الليل» و«النسيم» حينما تتبدى من جهة الممدوح. وفيه وصف وسرد بطريقة قصصية رائعة تحكي معجزات النبي صلى الله عليه وسلم كما سردها أهل السيرة إلى آخر المعجزات التي ذكرها الشيخ بطريقة روائية تجعلها أقرب من أفهام السامعين على اختلاف مستوياتهم المعرفية.
ثانيًا روائع الشيخ التي تحكي مقامات الصالحين وأحوالهم ومناقبهم مستلهماً منها العبر ومستخلصاً منها طرائقهم في مكابدة الليل ومحاسبة النفس وتأديبها وترفعهم عن نعيم الدنيا وتمسكهم بحقائق التوحيد ويقينهم به وزهدهم عما في أيدي الخلق وإبداء مدارسهم المختلفة في تزكية النفوس وتأدبهم مع المعلم الأكبر عليه الصلاة وأفضل التسليم ومع أهل العلم والصلاح.
ثالثاً وأخيراً ما كتب في مكابدة الليل وبيان حال أهله وتهذيب النفس والدعوة للزهد والورع وتبيان بعض آداب الطريق ومحبة وتقدير العلماء والصالحين والتأدب معهم والدعوة لمجالستهم ونهل المشارب الروحية. فهذه اللمحات التي ذكرناها وكثير غيرها مما يُرجى فائدته والتي شملها هذا الديوان.
وبعدُ.. فإن «ليالي ليلى عند الشيخ الوديع لذاذ بالحيل» وإن الوقوف عندها يحتاج منا أن نعيش حالةً من الانجذاب العميق والذوبان في خضم هذا الحب الغامر حتى نستدرك ما فيها من معانٍ غائرات ونجني ما فيها من ثمارٍ يانعات، ونستوضح ما احتوته من دررٍ ولآلي لامعات، يجد فيها الواحد منا حللاً بهية، ومعسولاتٍ ذوقية، تبين مقاصد أهل الذوق والشرب ومعالم الفناء والقرب.
فإلى أن نلقاكم عبر صفحات هذا الكتاب الجديد نرجو الله أن يكتب له بركات الميلاد الحميد وأن يعين القائمين عليه ليحققوا هدفاً عظيماً من التواصل والارتباط بهذا الموروث الضخم من القيم والآداب للسابقين الأخيار من أبناء أمتنا.
------------------
هذا النص الرائع كتبه الرائع ----- ودالتوم -- فى اصداره قريتى ---------
-----------------------------------------------------------
مابين الشيخ الوديع والبحرو كرب .. مساحات للشوق والذوق
ترجمها السفر القادم (أصنت وصِنْ)
يوسف التوم بله
بدايةً... إن وشائج التواصل العميق ما بين الشيخ الوديع و«الفقراء» لا تحتاج أن نـُتعِب خيول بوحنا في تبيانها ورسم مساراتها وجذورها الضاربة في العمق والعراقة فهي صلة «رحمٍ وروح»، رحم لأن «ساسها الباني» الشيخ النويري جده لأمه وأبيه وبالتالي كل حفدته غير منفكين من هذه الجذور، وروحاً من المد الصوفي العميق المتصل بأرواح الصالحين وهذه صلة تُعد الأشمل والأعمق.
فبعد أن رأينا ثمرة الجهد الرائع في إخراج «همس الريف» من الإخوة القائمين عليه من أبناء الفقراء نريد أن نبث بشريات سفرٍ آخر تحت مخاض التدقيق والإعداد ستكشف عنه قادمات الأيام والذي يحوي بعض مما يسر الله جمعه من قصائد والدنا الشيخ الوديع «نوّر الله قبره» والتي جادت بها قريحته في أندى ساعات الصفاء الروحي والتي كانت له مَعيناً يرده للارتواء من نبعِ التعبير الصادق ، وأداةً مناسبة لتصوير أدق حقائق الطريق .. تلك الحقائق التي تلوح لقلوب أتقياء هذه الأمة في ارتحالهم الذوقي لمنابع النور الإلهي، سيراً بأقدامِ الصدق والتجردُّ عن الأكوان وطيراً بأجنحة المحبَّة ، لاختراق سماوات الأحوال والمقامات .. حتى تحطَّ عصا الترحال والسفر، عند خيام القرب من الله.
وشيخنا الوديع حاله حال من انصرف عن فتات هذه الدنيا الفانية عبّر بهذه القصائد عن الأحوال غير العادية التي كان يعايشها، والأمواج العالية من الأنوار التي كان يعانيها، ويحكي عن محبته وما يلاقي فيها من وجدٍ وشوقٍ واحتراق. فكانت برغم بساطة لغتها وعباراتها التي تغلب عليها العامية المحلية إلا أنها صادقة ومعبرة ومحركة لأشواق «المُريد» ومدغدغة لوجدانه لأنها نابعة من القلب ومتنورة بأنوار بحار الروح التي تنهل من نور أرواح الصالحين«مشايخ الطريقه» والتي تستقي من نور المشكاة المحمدية. فهي أداة للتعبير بطريقته عن شوقه ولوعته كما قال بعضهم:
عِبَارَاتُنَـا شَتَّى وَحُسْنُكَ وَاحِدٌ
وَكُـلٌّ إلَى ذَاكَ الْجَـمَالِ يُشيرُ
فالمتتبع لترجمان هذه الأشواق من قصائد الشيخ يجد أنها تشكل مدرسة خاصة اتخذها لنفسه من حيث البناء اللفظي والتكويني وأضاف عليها ألحاناً جعلتها أكثر إشراقاً وأعمق وصولاً إلى قلوب سامعيه. وكان له أسلوبه الخاص وعباراته المميزة التي لم يتبع فيها أحد حتى شيخ طريقته الشيخ عبد الله محمد يونس لم يكن تأثره به في المديح بائناً في شكل وألفاظ القصيدة إذ أن الأول كانت قصائده بالفصحى ومنتهجاً المدرسة التقليدية ملتزماً أوزانها وقوافيها متأثراً كذلك بشعراء المديح السابقين أمثال النابلسي..البوصيري..الصرصري.. ولسان الدين بن الخطيب والقاضي عياض وجلال الدين الرومى وغيرهم.. فما أردت الإشارة إليه أن الشيخ الوديع في قصائده «خاصة القومية منها» لم يكن متأثراً ولا مقلداً لأحد إنما غلبت عليه اشواقه وهاجت عليه لوعته فترجمها في هذه المنظومات التي صنفها أخونا الشيخ «حيدر الوديع» في هذا السفر الذي أطلق عليه اسم «أصنـُت وصِنْ» وهي على ثلاثة فصول:
أولها: تلك التي تروي السيرة النبوية بدراما رائعة وتترجم مشاعر دافقة أحياناً يثيرها «البر» و «الليل» و«النسيم» حينما تتبدى من جهة الممدوح. وفيه وصف وسرد بطريقة قصصية رائعة تحكي معجزات النبي صلى الله عليه وسلم كما سردها أهل السيرة إلى آخر المعجزات التي ذكرها الشيخ بطريقة روائية تجعلها أقرب من أفهام السامعين على اختلاف مستوياتهم المعرفية.
ثانيًا روائع الشيخ التي تحكي مقامات الصالحين وأحوالهم ومناقبهم مستلهماً منها العبر ومستخلصاً منها طرائقهم في مكابدة الليل ومحاسبة النفس وتأديبها وترفعهم عن نعيم الدنيا وتمسكهم بحقائق التوحيد ويقينهم به وزهدهم عما في أيدي الخلق وإبداء مدارسهم المختلفة في تزكية النفوس وتأدبهم مع المعلم الأكبر عليه الصلاة وأفضل التسليم ومع أهل العلم والصلاح.
ثالثاً وأخيراً ما كتب في مكابدة الليل وبيان حال أهله وتهذيب النفس والدعوة للزهد والورع وتبيان بعض آداب الطريق ومحبة وتقدير العلماء والصالحين والتأدب معهم والدعوة لمجالستهم ونهل المشارب الروحية. فهذه اللمحات التي ذكرناها وكثير غيرها مما يُرجى فائدته والتي شملها هذا الديوان.
وبعدُ.. فإن «ليالي ليلى عند الشيخ الوديع لذاذ بالحيل» وإن الوقوف عندها يحتاج منا أن نعيش حالةً من الانجذاب العميق والذوبان في خضم هذا الحب الغامر حتى نستدرك ما فيها من معانٍ غائرات ونجني ما فيها من ثمارٍ يانعات، ونستوضح ما احتوته من دررٍ ولآلي لامعات، يجد فيها الواحد منا حللاً بهية، ومعسولاتٍ ذوقية، تبين مقاصد أهل الذوق والشرب ومعالم الفناء والقرب.
فإلى أن نلقاكم عبر صفحات هذا الكتاب الجديد نرجو الله أن يكتب له بركات الميلاد الحميد وأن يعين القائمين عليه ليحققوا هدفاً عظيماً من التواصل والارتباط بهذا الموروث الضخم من القيم والآداب للسابقين الأخيار من أبناء أمتنا.
الأربعاء يوليو 18, 2018 2:35 am من طرف Admin
» معتوق غرب ا لجزيرة في العدسة
الخميس يوليو 27, 2017 3:04 am من طرف Admin
» سفلتا طريق 24القرشي قنيدة
الأربعاء يوليو 05, 2017 5:01 pm من طرف Admin
» مساهمات ابناء القرية لتنمية وصيانه المدرسة الابتداية
الجمعة يونيو 16, 2017 7:07 pm من طرف Admin
» تطور منطقة معتوق
الأربعاء مارس 23, 2016 2:43 pm من طرف Admin
» عيدية لكل ابناء القرية وخاصة اعضاء المنتدى الاوفياء
الثلاثاء أكتوبر 15, 2013 4:26 am من طرف Admin
» الشيخ عبدالرحمن بن مشيخ (النويري)
الإثنين يونيو 03, 2013 1:47 pm من طرف Admin
» علامات الساعه والقصه الكامله
السبت أكتوبر 06, 2012 6:33 am من طرف عبد الله
» مجا دعه بين ابن وابوه
الإثنين أبريل 30, 2012 1:46 am من طرف ياسين المهدي
» قصة باللغة الانجليزية
الإثنين أبريل 30, 2012 1:42 am من طرف ياسين المهدي
» معتوق العصر
الأحد أبريل 08, 2012 1:10 am من طرف Admin
» الاسلام في الغـــــــــــــــرب!!! وقصه لندن الشهيره
الثلاثاء أبريل 03, 2012 4:56 pm من طرف أم مؤمن
» القبض والسدل في الصلاة
الأربعاء مارس 21, 2012 8:16 pm من طرف Admin
» عمل اختصارات علي سطح المكتب
الأحد مارس 18, 2012 10:34 pm من طرف ياسين المهدي
» تهئة للعريس ود المبارك
الثلاثاء فبراير 14, 2012 3:02 am من طرف أم مؤمن
» اسئلة واجوبة تنفع في الدنيا والاخرة
الثلاثاء فبراير 14, 2012 2:59 am من طرف أم مؤمن
» فقراء لكنهم اغنياء
الأحد يناير 29, 2012 8:12 pm من طرف Admin
» اسمع كلام امك تعال الغربة ماها كنز قروش
الثلاثاء يناير 24, 2012 9:10 pm من طرف أم مؤمن
» نسب العركيين
الإثنين يناير 23, 2012 4:19 am من طرف ودالحسن العركي
» مرحبتين بلدنا حبابا
الأحد يناير 22, 2012 8:09 pm من طرف أم مؤمن